Wednesday 18 November 2015

طيف.

تِلك الرَّغبة اللّتي تجتاحني لغسل ملابسي
مرارا و تكرارا
و كأنّي بذلك أمحي ما علق بي من ذكريات
من وعود محنوثة
من دموع، و ضحكات منسيّة
و كأنِّي أبغي مسح وجوه علقت بذاكرتي
ذاكرتي اللّعينة اللتي لا ترحمني بأنينها
تزيدني وجعاً فوق وجعٍ
،و لا تُخلي سبيل نفسي إلاّ بإيقاد لهيب شوقٍ
ٍلأصواتٍ، روائح
لأماكن زرتها و مسحت بروحي بعض آثارها
أحلام ترافق ظلّ أصحابها
أنَّى لي بقوة للملمة تباعيض روحي، بقايا نفسي
شظايا ماضٍ
أنَّى لي أن أُوقف دوران عالمي بي
،أنَّى لي بجرأة  لمحو وُجود
.تعلقت روحي به



Saturday 1 August 2015

كلام آخر اللّيل ..


،تعرف يا عمري
نحسّ في روحي كيف ورقة شجرة، هايمة، متروكة، اقل هبّة تجي تعبث بها و تحيّرلها اللي مخبِّي
،نحسّ في وجيعة، لا مش هذيكة متع تركني و هجرني و بهذَل بحالي
الوجيعة متع اللاحركة، الجُمود و اللاتغيير
، نحسّ في روحي واحلة في بلاصة وحدة، لا قدّمت لا وخّرت، عالمي يدور بيَّا
تعرف، على قد ما حكيت و خرّفت كلام على الموت
ولّيت نحسّ في حاجة ماتت فيا
حلمة بنيّة صغيرة، دفنتها مع ذكريات الماضي متاعي
،و تعرف، الاغرب اللي هيا مازالت عايشة فيا
تتحيّر كل مرة و تنبهني
" مازالت هنا راني، ما تنسانيش"

المشكلة يا حبيبي اللي هذي الروح ملَّت الشكوى
، ملّت استجداء المحبة، ملّت الإهمال
تحب تحسّ اللي هي تستحق
، تتحب، تتشاف، تتعاش
تحب تحسّ اللي هي ماهيش خيار ثاني
ولا الاسم اللي يتذكروه كان في الشدة
وقتللي تضيق بيهم و يستحقو شكون يسمع
شكون يمسح الدمعة و ياخذك بالحملة
و يقللك لاباس، مادام النبض مازال
القوة فيك كاينة، تي مازالت حي
،يعطيك شحنة امل، يوريك الخير اللي تحجب على عينيك
.أما وقتللي طُحت، نهز راسي مانلقا كان النجمة مونستني

 ،تعرف، متوحشة الحركة
  ،متوحشة تعنيقة، لحظة هدوء نتخبى فيها 
، وجود، بوسة و هبال فجاري
،ونس و ريحة على مخدّتي تخدّرني
ما تعودت الشكوى يا ڨمرتي، أما الله غالب، قداش منو هالقلب
،ما نحبش لا نحيرك لا نوجعك
،تطفى لمعة عينيا و لا نحرقك
،يحرم عليا الهواء و لا نسمع الآه منك
،على خاطرك روح ملايكة ساكنة الفينيق
..فيك نقاء الثلج، و وجايع الثكلى، ت مجموعة تناقضات بنينة لا تتكرر
، تعرف، توحشت نحس دفا، نسمع نفس
،مليت البرد اللي محبوسة فيه و مانجمتش نهرب منو
 ،ت كيفاه نهرب منو و هو لابسني، ماكني و مش قايلني
آه يا عمري راني حرت و حار دليلي
 ..ضُعت و ضيَّعت ثنيتي

إيجا اسكني يا عمري، قداش من ليلة حلمت بيك 
ايجا ردلي الروح يا ڨمرتي
،ايجا احكيلي، على بلاد بعيدة نهربولها
على وقت احنا نصطروه، احنا نخلقوه
ايجا اسكنني، املاني 
،أنا وطنك، و في بعدك اغتراب يلف وجودي
،ايجا فضفضلي، نأمّنك على حياتي و ما تغلى على عينيك
أمِنِّي، ما حاشتي كان بيك 
همومي على همومك، ندفنوهم
،نبنيو دنيتنا بلا كذبهم
كلامهم و احكامهم
،ت آش علينا فيهم
،انتمائي لك هو كل ما يهمني
 .. احييني و خليني ليك


 .. في أمل يا ڨمرتي




Tuesday 28 July 2015

نشوة ..


يعبق فِراشي برائحتك
بعد ليلة من التَقديس
و من النَشوة،
أشتمّ رائِحتك على مخدّتي
تخدّرني،
تبعث في جسدي رعشة
تذكّرني بليلة قضيناها بين شهوة و تعبّد
و أيّ تعبّد كان، 

آثارك اللتي مازالت تزيّن جسدي
تذكّرني بأنّك كنت هنا،
داخلي،
تبعثرني، ثمّ تلملم حطامي،
تملؤني نشوة و ألمًا،
ألمً يصرخ" أنتِ لِي
بنعراتِك و نظراتِك اللّتي تؤجج في شوقي لِلمسِك
و لخطِّ رغبتي، و إشباع توقي إليكِ"
آثار لازالت تؤنِسني
بعد ليلة من الشّهوات المحرّمة،
و ما حُرِّمت عليك شفتاي،
فما خٌلقتا إلّا لتقبِّلهما،
و لتروي نهمهما من رحيق هواك.
زُرقة و حُمرة تُزيّنني،
و أزدان بتلك الزينة
فلا أحلى و لا أشهى و لا أبقى من ما خطّني به معشوقي
يا من رماه القدر في طريقي
و يا لكرم قدري بجنّة على الأرض رُزقت حُبّها
حضنك و عيناك هما ملاذي و ملجئي،
ألتِحف رائحتك،
تُسكِرُني،
و الّلذة تسري في كامل جسدي،
تُؤرِقني،
تُتعبني،
و تُبعثرني
في بُعدِك. 





Friday 24 July 2015

رسالة منسيّة.

  • إيجا نغطيك و بالنّفس متاعي نِملاك و بشفايفي و رِيحتي نغرّقك تي أُقرب شبيك بعيد خايف و لاَّ ما تصبرش على عينيّ و صُوتي و لمسة يدّي تخلّيك تقشعر، تدخل بعضك، ما تفهم والو، و تخلّيك واحل و شارد. إيجا بحذايا و غطيني بهواك و حضنك و صدرك اللي مشتاقة نحسو نحب نتنفس هواك و نسرح في عينيك، و تبوسني، أكا البوسة البنينة اللي ترد فيا الروح و ترجعني للثنية تي ما نحبش نرجعلها نحب نضيع فيك و في تفاصيلك، نحب نسرح و نذوب بين يديك ..
    ظلام و الحفيانة مونستنا أما غير صوت النفس متاعك ما نسمع. أملاني، أحييني و أقتلني بين يديك. أوجعني و ما ترحمني، خلينيما نشهد كان بإسمك. كسرلي ضلوعي و حيرني. "إنت متاعي" نحب نسمعها بصوتك، همسة في وذني، تملاني من راسي لطراطش صوابعي، لآخر خلية في بدني، تهزني و تنفضني، تطلعني لسابع سماء و تسيبني ..
    إيجا أقرب و بدفايا خليني نرويك و الرويحة نرجعها فيك. إيجا يا شهريار حياتي إيجا خليني معاك ليلة ولا كل الليالي، ننسى روحي و إنسيك في روحك. إيجا تبع ضلوعي بالنفس متاعك، سخون، بريحة الياسمين إيجا اعبدلي بدني و قدسو و حيرو و ما تخليه يذوق النوم، و ما تخللي عينيا تذوق النوم .. يا شهريار ..
    إيجا ..




Friday 10 July 2015

بِنْت الخُرَّافة

ريحة نوّار عشِيَّة،
الصَّفصاف، و المشمُوم مرشُوق في لِيل شعر صبِيّة
الكْحُل المدغِّم عينِين ماخذة من مُوج البحر شويَّة
ورود مزيّنة خدُودها، و خُمسة معلّقة في جِيدها،
وين تمشي العينين الكُلّ عليها، اللّي يمدح و اللّي يذِمّ فيها
سِحرها ما يتقاوم، نْفس من أَنفس الآلهة هِيَ
و هيّ لاعلى بالها لا بهذَاكة لا بهذَا،
مابين اللّي عاشق في التراب اللّي تحت ساقيها، و اللّي ما خلىَّ كِلمة ماقالها فِيها
كانت تعرف اللّي كلامهم ما عندُو ما يغيِّر فيها.

عايشة بيّة زْمانها، ماعلى بَالها بكلام النَّاس فِيها،
كُل لِيلة، تكحَّل و تحَمِّر و تغَبِّر و تُخرج حورِيَّة
تبْدَى بتدُولِيشة عالبحر، و تُوفا بكَاس،
الكَاس هُو وْنِيسها، تِشْكِيلو ما عمْلت الدِّنيا و عْبادها فِيها
تِشْكِيلو من صاحبَة ثَيّقتها ياخي خانِتها، ظَنِّتها عشِيرتها ياخي في ظْهَرها طَعنِتها،
تِشْكِيلو من فْراق عِيلتها، و طلاق أُمّها و بُوها اللِّي كَمِّل على مرمِّتها،
تِشْكِيلو من حْبِيب، أمّنتُو و عطَاتو من رُوحها،
غْدَرها، و خلاَّها تواجِه في هَمّ الزّمان و كلاَم النَّاس وحَّدها
و من يومها حلفت أيمان لا عاد تأمن آدم.

سَارحة مع كَاسها، تخمِّم، تتذكِّر، و دَمعة متمرّدة تهبَط على خَدّها
" لا، حتَّى شيْ ما يستاهِل"
تحِلّ باكُو، و ترشِق سِيجارة بين شفَايفها
تشعّلها، تُنفخ دُخَّان، و يرجِع عقلهَا يُهرب بِيها..

هُوَّ، في زاوية مخبيَّة يُخزرلها،
يتبع كلّ حركَة من حَركاتها،
كلّ ترمِيشة من عِينيها،
كلّ نْفس،
" آلهة، مستحيل تكون إنس"
و يُغزر
ويتبِّع كلّ مرَّة يْمِسّ الكَاس شْفايفها،
و ما يهبِّط عِينو عليها،
و يتمنَّى في تلفِيتة و لاَّ لَمحة مِنها،
و هِيَّ، غارقَة في عَالِمها،
رجعت سنِين التَالِي في لَحظة اللِّي هُوَّ يِتكهِّن في سِرّها
يُرسم ألف و حكاية علِيها،
يتْخيّل رِيحتهَا و صُوتهَا، نْفَسهَا و سْكُوتها.

هِيَّ، ضَايْعة فِي سْحابة أفكَارها
و هُوَّ، ضَايع و هايِم في تفاصِيلها ..

  " بِنْت الخُرَّافة خَطْفِتلي قَلبِي"    



Wednesday 8 July 2015

.مَدّ و جزْر

إنت كمالة التَّنهيدة
إنت وجيعة بعد تفرهيدة
إنت نار شاعلة، لاهبة، فِيَّا وڨَّادة وڨِيدة
إنت نجمة تضويلِّلي طريقي، أمّا غايبة عندها مدِيدة
إنت منامة، لا نجّمت نعيشها لا نفيق مِنها
أمانة عليك لا تعذِّبني، لا تُوجعني أكثر لا تغرَّقني
أمانة لا تزيد تعلَّقني، تبهذِل بحالي و ما تعْتقنِي
يزِّي مالسّكات،  حْرقني بجمرُو
،تِمشي و ترجع، و أنا هنا كالمُوجة هَايمة في بحر حِيرتي
،لا عرفتك آش تحب
. إمشي و خلِّيني، أرحملي

على خاطر ماعادش بش نِستنَّى
ماعادش بش نسهر اللّيالي نمنِّي في روحي اللِّي بش ترجع، اللِّي ما ليك غِيري
ماعادش بش نِشكي وجِيعتي لنْجوم الفَجر، و لأوّل خِيط من خيُوط الشَّمس
ماعادش بش نقُول اللّي بُعدك عليَّا نار، على خاطر انت النَّار
إنت اللِّي ذكِّيتها فِيّا
إنت اللِّي عذَّبتلي جرحاتي
إنت اللِّي كويتني
.إنت اللِّي بِعمايلك، قْصفتلِي قَطعة من رُوحي

ماعادش بش نِستنَّاك
ماعادش بش نعيش بخْيالك
ماعادش بش نصبِّر روحي بكِذباتك
ماعاد كِلماتك تأثِّر فيَّا، ماعاد رِيحتك تِسكرني، و تِغلبني ب ضَحكة بنينة، خبيثة
،ولاعاد ليك حاجة عندِي، خذيتلي نْفس من رُوحي و ذُبت
 ماعادش ترجع، أعْتقني و خلِّيني


.أنا ماعادش ليك





Thursday 2 July 2015

شهريار



شنيّة أنا إنجم نعطي للرَّاجل اللِّي عندو كل شيّ؟
الرّجل المثالي كيما يقولو، حُلم كل صبيّة
بشنيَّة إِنَّجم نوِدُّو؟
،تي مفاتح الجنَّة في يدُّو
لا مُش ظاهرلي، أكيد
،ت يُطلب نجمة مالسّما تجِيه على طبق ذهب
،ساحر كلام
،ما تنجَّمش تقاوم سِحر كلماتو
،و لا سِحر عِينيه
 ..و لا تفَّاحة آدم
،تيه هاني سرحت مع تفاصِيلك، ديما هكَّة مسافرلي بعقلي و هارِب بيه
.ت آش مازال فيه
،شنيَّة أنا للرَّاجل اللِّي الملايكة مزيّنتو
،وُجودك أصلا معْجزة، ما تتعاود
،الكلام يُهرب من شْفايفي في حضُورك
،و أنا اللِّي يقولو عليها لا تِتعب لا تكِلّ لا تملّ
،هاو جاء شكون اللي غِلبك
أنا اللِّي الكلام ما يأثَّر فيَّا، عبِّيت مِنُّو شْكاير
،و الوعود ماعاد نصدِّق
ت بيَّاعة كلام للمراكب
للعُشاق
،للّي ينساو
،للّي يخونو
،للّي يعبدو
،للّي يفقدو
،للّي يموتو
،نعرف شنيَّة اللي يِتقال و وقتاش
،نْقيس و نغِيس و ندوِّرها ألف مرَّة
،اللِّي ياما حِلفو بِيَّا
قالولي: آلهة الكلام سمَّاوك
،ت آش نجي قُدامِّك
،آش نجي في غزرة مِنّك
،و إلاَّ في بسمة في فُمّك
،و إلاَّ في همسة من صوتك
 ..و إلاَّ و إلاَّ و إلاَّ
،شُفت هاني عاوِدت سرحت
،تِ ماللِّي زُرت مْنامي و أنا ماعادش أنا
،لا كلامي هُوَّ
،لا ضحكي هُوَّ
،مرضِي ما فِيه دوا
،و إنت آش يِغلبك يا شَهريار
،الحُسن مْخمِّس تحت يدِّك
،يستنَّى في تحرِيكة مِنّك
،تي جِنِّيات دايْرِين بِيك
 ..و أنا آش جِيت

.ب آش إنَّجم نوِِّدّ الرَّاجل اللِّي الدِّنيا في كْفوف يدِيه



Thursday 25 June 2015

فجر الحالمات


ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺤﺲّ ﻓﺮﺍﻏﺎ ﻗﺎﺗﻤﺎ ﻳﻤﻸﻫﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ
ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﻔﺮﺍﻍ ﻭ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻷﻳﺎﻡ، ﺭﺑﻤﺎ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ
ﻭ ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ،
ﻫﻮ ﻓﺮﺍﻍ ﻣُﺮّ، ﻣﻈﻠﻢ، ﻳﻠﻒّ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻭ ﻳُﻐﺮﻗﻬﺎ
ﺗﺘﻮﺳّﻞ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﺃﻟّﺎ ﺗﻐﺮﻕ
ﺗﺒﻜﻲ ﻭ ﺗﺘﻀﺮّﻉ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺘﺮﻙ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﺗﺨﺒﻮ ﻭ ﺗﺘﻀﺎﺀﻝ
ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺟﺰﺀﺍ ﻻ ﻳﺘﺠﺰﺃ ﻣﻨﻬﺎ
ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺃﻗﻨﻌﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻣﺆﻗﺖ، ﻭ ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻪ
ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﻋﺎﺗﺒﺖ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﻭﺭﻫﺎ، ﺗﻌﺎﻟﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻭ ﻋﺪﻡ ﻗﺒﻮﻟﻬﺎ ﺑﻪ ﻛﻤﺎﻫﻴﺔ ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﻧﺲ
ﻭ ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ،
ﺗُﺤﺲ ﺑﻈﻼﻡ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ،
ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺍﻟﻠﺬﻱ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺩﻓﻨﺖ ﻓﻴﻪ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻭ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﻭ ﺗﺴﻠّﻞ ﻟﻬﺎ
ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻋﺘﺎﺩﺕ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻗﺒِﻠﺖ ﺑﺘﻤﺎﻫﻴﻪ ﻣﻊ ﺭﻭﺣﻬﺎ
ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻹﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﻭﺍﺭﺩﺓ،
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗُﺆﻣﻦ ﺑﻬﺎ، ﻭ ﻫﻲ ﺷﺎﻋﺮﺓ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ
ﻟﻢ ﺗﺸﻒ ﻏﻠﻴﻞ ﺗﻮﻗﻬﺎ، ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻤﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻔﻮﻕ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ
ﻟﻢ ﺗُﺮﺿﻬﺎ، ﻟﻢ ﺗﺒﻌﺪ ﺍﻟﻀّﻴﻖ ﻋﻦ ﺭﻭﺣﻬﺎ
ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﺩﻧﻮ ﻣﻨﻴّﺘﻬﺎ،
ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺪﻋﻮ ﻭ ﺗﺘﻀﺮﻉ ﺃﻥ ﺗُﻘﺒﺾ ﻧﻔﺴﻬﺎ،
ﺗُﺪﺭﻙ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺟﻠﻞ ﻭ ﻋِﻈﻢ ﻣﺎ ﺗﺪﻋﻮ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﻗﺪ ﻛﻠّﺖ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ،
ﻗﺪ ﻣﻠّﺖ ﺍﻟﻤﻼﻡ، ﻗﺪ ﻃﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴّﺄﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ
ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻼﻣﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺼﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻘﺪﻫﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ،
ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﻋﻘﺪﻫﺎ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻦ .
ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺮﻭﺡ ﺃﻥ ﺗﻤﻞّ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﺘﻲ ﺧُﻠﻘﺖ ﺣُﺮّﺓ؟
ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻫﻲ ﻣﻦ ﻗﺘﻠﺘﻬﺎ، ﻣﻦ ﻗﻄﻔﺖ ﻭﺭﻭﺩ ﺧﺪِّﻫﺎ ﻭ ﻟﻤﻌﺔ ﻋﻴﻮﻧﻬﺎ
ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺩﻋﺖ ﺃﻥ ﺗُﻤّﻦ ﺑﺮﻭﺡ ﺗُﻜﻤِّﻠُﻬﺎ
ﻟﻴﺲ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺎﻗﺼﺔ، ﺑﻞ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺘﻨﺎﻇﺮ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ
ﻫﻲ ﺭﻭﺡ ﺗﻤﻨّﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻤﻸ ﺍﻟﻔﺮﺍﻏﺎﺕ ﺍﻟﻠﺘﻲ ﺧﻠﻘﺖ ﻟﺘﻤﻸﻫﺎ، ﻛﺤﻞِِّ ﻷﺣﺠﻴﺔ
ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﻠﻚ
ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺗﺸﺒّﻌﺖ ﺑﻬﺎ ﻭ ﻓﻬﻤﺘﻬﺎ،
ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗُﺒﻌﺪ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﻋﻨﻬﺎ،
ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﺭﻙ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻛﻢ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﻗُﺪﺭﺗﻬﺎ،
ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻠﺘﻲ ﻛُﺘِﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻤﻠﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ .
ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺗﻌﻄّﺮﺕ ﺑﻄﻴﺐ ﺍﻟﻴﺎﺳﻤﻴﻦ،
ﻭ ﺗﺤﻤﻤّﺖ ﺑﻤﻴﺎﻩ ﻣﻘﺪّﺳﺔ،
ﻭ ﻛﺤّﻠﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺑﺎﻹﺛﻤﺪ،
ﻭ ﺭﻗﺼﺖ ﻓﻮﻕ ﻗﺒﻮﺭ ﺍﻟﻘﺪِّﻳﺴﻴﻦ،
ﻭ ﻃﺎﻟﺖ ﻧﺠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭ ﺯﻳﻨﺖ ﺑﻬﻢ ﺗﺎﺟﻬﺎ
ﻭ ﺇﺳﺘﻮﺕ ﻓﻮﻕ ﻋﺮﺷﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺝ ﺑﺤﺮﻳﺮ، ﺍﻟﻤﻜﻠّﻞ ﺑﻤﺴﻚ، ﺍﻟﻤﺰﻳّﻦ ﺑﻠﺆﻟﺆ
ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺎﺭﺍ، ﻻ ﺗﺨﺒﻮ ﺷﺮﺍﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﻠﺘﻲ ﺗﻠﻮﺡ ﻓﻲ ﻛﺴﺘﻨﺎﺋﻴﺔ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ
ﻭ ﻫﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺎﺀﺍ،
ﻳﺸﺎﺑﻪ ﻧُﺪﻑ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﻓﻲ ﻧﻘﺎﺋﻬﺎ،
ﻭ ﻣﻮﺝ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﻲ ﻫﻴﺠﺎﻧﻪ .
ﻛﺎﻥ ﻟﻘﺎﺋﻬﻤﺎ ﻣﺤﺘﻮﻣﺎ، ﻗﺪﺭﺍ
ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﺘﻲ ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺁﻣﻨﺖ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ
ﻫﻲ ﺍﻟﻠﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺃﻣﺲّ ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭ ﻛﺄﻧّﻤﺎ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻻ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﺇﻻ ﺑﻪ، ﻭ ﻛﺄﻥ ﻫﻴﺒﺘﻬﺎ ﻭ ﻓﺘﻨﺘﻬﺎ ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ،
ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺣﻠﻤﺖ ﺑُﻬﻠﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺷﻤﺴﺎ ﺗﻨﻴﺮ ﺑﻀﻴﺎﺋﻬﺎ ﻇﻼﻣﺎ ﻭﺷّﺢ ﺭﻭﺣﻬﺎ
ﻭ ﺇﻧﺘﻈﺮﺕ، ﻭ ﺇﺑﺘﻬﻠﺖ، ﺃﻥ ﺗُﺮﺯﻕ ﺣُﺒّﻪ ﻟﻴُﻔﻴﻖ ﻧﻮﺍﻗﻴﺲ ﺭﻭﺣﻬﺎ،
ﻟﻴﻌﺼﻒ ﺑﺄﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﻭ ﺃﺣﻼﻣﻬﺎ ﺍﻟﺰﻫﺮﻳﺔ
ﺃﺭﺍﺩﺕ ﻋﺸﻘﺎ ﻳُﺒﻌﺜﺮﻫﺎ،
ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻀﻴﻊ، ﻛﻲ ﺗُﻮﺟﺪ
ﺃﻥ ﺗُﻨﺴﻰ، ﻛﻲ ﺗُﺬﻛﺮ
ﺃﻥ ﺗﻤﻮﺕ، ﻛﻲ ﺗُﺒﻌﺚ .
ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﻓﺎﻗﺘﻬﺎ ﺃﺣﻼﻣها ﺟﺮﺃﺓ، ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻤﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﺤﺔ
ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺭﻭﺕ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﺻﺒﺮﻫﺎ،
ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ،
ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗُﻌﺸﻖ .
ﻭ ﻳﺎﻟﺴﺬﺍﺟﺔ ﻭ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﺣﻠﻤﻬﺎ،

ﺇﻻّ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺎﺭﺍ، ﻭ ﻫﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺎﺀﺍ.