Friday 10 July 2015

بِنْت الخُرَّافة

ريحة نوّار عشِيَّة،
الصَّفصاف، و المشمُوم مرشُوق في لِيل شعر صبِيّة
الكْحُل المدغِّم عينِين ماخذة من مُوج البحر شويَّة
ورود مزيّنة خدُودها، و خُمسة معلّقة في جِيدها،
وين تمشي العينين الكُلّ عليها، اللّي يمدح و اللّي يذِمّ فيها
سِحرها ما يتقاوم، نْفس من أَنفس الآلهة هِيَ
و هيّ لاعلى بالها لا بهذَاكة لا بهذَا،
مابين اللّي عاشق في التراب اللّي تحت ساقيها، و اللّي ما خلىَّ كِلمة ماقالها فِيها
كانت تعرف اللّي كلامهم ما عندُو ما يغيِّر فيها.

عايشة بيّة زْمانها، ماعلى بَالها بكلام النَّاس فِيها،
كُل لِيلة، تكحَّل و تحَمِّر و تغَبِّر و تُخرج حورِيَّة
تبْدَى بتدُولِيشة عالبحر، و تُوفا بكَاس،
الكَاس هُو وْنِيسها، تِشْكِيلو ما عمْلت الدِّنيا و عْبادها فِيها
تِشْكِيلو من صاحبَة ثَيّقتها ياخي خانِتها، ظَنِّتها عشِيرتها ياخي في ظْهَرها طَعنِتها،
تِشْكِيلو من فْراق عِيلتها، و طلاق أُمّها و بُوها اللِّي كَمِّل على مرمِّتها،
تِشْكِيلو من حْبِيب، أمّنتُو و عطَاتو من رُوحها،
غْدَرها، و خلاَّها تواجِه في هَمّ الزّمان و كلاَم النَّاس وحَّدها
و من يومها حلفت أيمان لا عاد تأمن آدم.

سَارحة مع كَاسها، تخمِّم، تتذكِّر، و دَمعة متمرّدة تهبَط على خَدّها
" لا، حتَّى شيْ ما يستاهِل"
تحِلّ باكُو، و ترشِق سِيجارة بين شفَايفها
تشعّلها، تُنفخ دُخَّان، و يرجِع عقلهَا يُهرب بِيها..

هُوَّ، في زاوية مخبيَّة يُخزرلها،
يتبع كلّ حركَة من حَركاتها،
كلّ ترمِيشة من عِينيها،
كلّ نْفس،
" آلهة، مستحيل تكون إنس"
و يُغزر
ويتبِّع كلّ مرَّة يْمِسّ الكَاس شْفايفها،
و ما يهبِّط عِينو عليها،
و يتمنَّى في تلفِيتة و لاَّ لَمحة مِنها،
و هِيَّ، غارقَة في عَالِمها،
رجعت سنِين التَالِي في لَحظة اللِّي هُوَّ يِتكهِّن في سِرّها
يُرسم ألف و حكاية علِيها،
يتْخيّل رِيحتهَا و صُوتهَا، نْفَسهَا و سْكُوتها.

هِيَّ، ضَايْعة فِي سْحابة أفكَارها
و هُوَّ، ضَايع و هايِم في تفاصِيلها ..

  " بِنْت الخُرَّافة خَطْفِتلي قَلبِي"    



1 comment: